صرخة للبحر




بقلم : منذر ابو حلتم




وأشعل ليل الإنتظار
كجمرة تغفو بصمت تحت تل من رمال ..
لكنها الريح تحثو ما تيسر من زمن
فتصرخ النار جوعى .. تحت انقاض الرماد

أجيئك فارساً قد أثخنته الجراح ..
فارساً لم يتقن يوماً فن السقوط ..
أجيئك واقفاً
كنخلة عارية
أجيئك فارساً بلا سيف
ولا درع
ولا وجه
وحدها الريح والنار تصرخ في وجنتيه
لماذا؟
لماذا تقتل الريح نفسها .. ويدفن البحر موجه على استحياء
وكأنه موج لقيط؟
يا أيها البحر استفق
قد حان وقت قيامة الأمواج


تعبت ميادين الرياح من ظلال الساقطين
والأرض عطشى للمطر
فليأتِ المطر ..
غضباً ليأتِ
سخطاً ليأتِ
نظيفاً نقياً ..
كي يغسل وجه الوطن من وحول الساقطين

للبحر بوصلة وحيدة
تشير للوطن ..
لتحترق كل راية أخرى غير راية الوطن
لتذهب كل الرايات الى الجحيم
مالم ترفع راية الوطن

يا أيها البحر استفق
فالبحر انت
الموج انت
السيد أنت ..
وهم ليسوا سوى ظل الهزيمة
فامحهم كالعار
واعلن مولد الفجر الجديد
قد حان وقت قيامة الأمواج
فلتأت الرياح

اللوحة للفنان الفلسطيني اسماعيل شموط


.